مَنْ يتأمّل لوحة الفنان العراقي المبدع جواد سليم (الشجرة القتيلة)، لايملك إلاّ أنْ يتأسّى لفداحة ما تتعرّض له الشجرة من عنف بشري. الشجرة التي رافقت البشر في وجودهم ووفّرت لهم الثمر والسكن والظلال بلا كلل، وبالرغم من ذلك لمْ تَسْلمْ من أذاهم وعنفهم. واللوحة ليست مؤثّرةً بموضوعها فحسبْ، ولكن بأسلوبها الذي يعتمد رشاقة الخط ورهافة اللون والاقتصاد بهما الى اقصى حد، مما يجعل ذهن المتلّقي منصبّا على التمعّن في الموضوع، فلا ينصرف عنه الى التفاصيل، فتنطبع في النفس حدة الشراسة التي تمارسها الكائنات البشرية، والتي تبدو وكأنُّها من أكثر الكائنات فتكاً بنفسها وبالطبيعة، فلمْ يمرّ بتاريخ الأرض مَنْ مارس أذىً وعنفا ودمارا ضدها أكثر من هذه الكائنات. واليوم تتخذ اللوحة بعداً جديداً من التأثير والتعبير، لو قرأنا فيها ما يجري في العراق وعليه، فلو افترضنا موضوع اللوحة رمزاً للعراق، باعتباره مهداً لأقدم المجتمعات الزراعية، لما وجدنا معادلاً فنياً أفضل من هذه اللوحة للتعبيرعمّا يُرتكب، في العراق وضده من عنف وتدمير!
16/08/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق